أسباب عدوانية الطفل

أسباب عدوانية الطفل

السلوك العدواني

يُعد السلوك العدواني من الأمور الطبيعية والمبررة في بعض الحالات التي تواجهنا في حياتنا اليومية، كاستخدام القوة في بعض الظروف الخاصة تجاه الآخرين، وبالرغم من ذلك فالسلوكيات العدوانية تجاه الآخرين، أو تجاه الذات، أو تجاه الممتلكانت، من الأمور المقلقة اجتماعيًا؛ فهي غالبًا ما تتسبب للآخرن بالأذى سواءً أكانت إساءات لفظية أو جسدية ويكون الأذى الناتج عنها أذى عاطفيًا أو جسديًا للآخرين، كما أنّ هذه السلوكيات تٌعد من السلوكيات التي يصعب السيطرة عليها، أو التحكم بها، ولحل هذه المشكلة السلوكية من الواجب الوقوف على أسبابها أولًا ليتسنى للشخص اختيار الإسلوب المناسب الذي يمكن اتباعه لحلها، كما أنّ الأمر لا يقتصر بكونه مشكلةً لدى البالغين فقط، بل إنّ هذه السلوكيات من الممكن أن تنشأ عند الأطفال الصغار، وهذا هو مدار حديثنا في هذا المقال[١].


أسباب عدوانية الطفل

تقف وراء عدوانية الطفل ولجوئه للعنف العديد من الأسباب، منها ما يُعزى للمسببات النفسية، ومنها، ما يكون لغير ذلك، وفيما يأتي بعض أهم تلك الأسباب[٢][٣][١]:

  • اضطرابات نفسيّة: قد ينشأ السلوك العدواني عند الطفل بسبب بعض الأمراض النفسية، مثل انفصام الشخصية أو جنون العظمة أو خلال فترات الهوس لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب وربما كان للشك والخوف دورهما الكبير في هذه النوعية من السلوك، ومن الممكن أن يلجأ الأطفال للسلوك العدواني بسبب الاكتئاب، كذلك الأمر فيما لو تعرض الطفل للعنف المنزلي، والصدمات العاطفية، والاعتداءات الجنسية، كذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم فهم غالبًا ما يميلون لاستخدام العنف ضد الآخرين.
  • أسباب وراثية: حسبما أشار الدكتور ستيفن سكوت وهو عالم نفسي للأطفال، إنّ من أحد الأسباب التي تدعو الأطفال للسلوك العدواني هي الأسباب الوراثية، ويضيف بأنّه من الممكن أن تلعب البيئة المحيطة بالأطفال والمراهقين دورًا كبيرًا في تكوين سلوكياتهم العدوانية.
  • اضطرابات التعليم: من الأسباب التي قد تدفع الأطفال والمراهقين للتصرف بعدوانية، اضطرابات في بعض النواحي التعليمية، كأن يعاني الطفل من صعوبة القراءة أو الكتابة أو فهم اللغات وغيرها من المواد التعليمية، مما يدفعه إلى الإحباط وربما الإحساس بالغضب الشديد، وبالتالي لجوؤه للسلوكيات العدوانية.
  • الوسائل الإعلامية: أُجريت في عام 2010 دراسة بحثية، أجراها بعض الباحثين من مركز ماونت سيناي الطبي مع جامعة كولومبيا، أنّ المراهقين الذي يشاهدون برامج التلفاز أكثر من ساعة يوميًا هم أكثر الأشخاص عرضةً للقيام بالسلوك العدواني عند البلوغ، لذلك فإنّ المحطّات التلفزيونية التي تبث العديد من البرامج التي تظهر الجانب العنيف للأشخاص والألعاب المختلفة، هي من المسببات التي تساهم في تنشئة الأطفال على السلوكيات العنيفة.
  • اضطرابات عاطفية: من الممكن أن يلجأ الطفل للتصرف بالأسلوب العنيف إذا ما كان يجد بعض المشاكل العاطفية في حياته كتعرضه للعنف الأسري، كما يلجأ الطفل للعنف إذا كان يجد صعوبات بالغة بالتعامل مع مشاعره وبالأخص فيما إذا كان محبطًا وهذا الأمر شائع لدى الأطفال المصابين بالضعف الإدراكي أو التوحد.
  • التقليد: وهو أن يكون لدى الأطفال أشخاص عنيفون في أسرهم كالأم والأب، كذلك الأمر في حال وجود بعض العدوانية بين الأم والأب، مما يؤدي لانخراط الأطفال في سلوكيات والديهم العدوانية.
  • مشاكل عصبية: في بعض الأحيان تساعد بعض المشكلات العصبية على تشجيع السلوكيات العدوانية للأطفال، كأن تكون لديهم بعض الاختلالات الكيميائية، التي تودي بهم إلى هذه التصرفت، وفي هذه الحالة لا بد من استشارة الطبيب المختص للحصول على المشورة والعلاج اللازم.


دور المرأة في الحد من السلوك العدواني عند أطفالها

لا بد أنّ للمرأة دورًا فاعلًا في الحد من السلوكيات العدوانية عند أطفالهم، وفيما يأتي بعض النصائح الهامة التي تساعد في هذا الأمر[٤][٥]:

  • وضع الحدود: من الطرق التي يمكن للأم أن تتخذها للحد من سلوك أطفالها العدواني، أن تضع لهم الحدود المناسبة، أي بما معناه تعليم الاطفال الأمور المسموحة والممنوعة، ويندرج تحت ذلك اتخاذ إجراء مناسب في حال تصرف أحد أطفالها بعدوانية.
  • تعليم الطفل التعامل: من المفترض بالأم أن تسعى جاهدةً لتعليم أطفالها طرق وأساليب مختلفة للتعامل مع الآخرين، كأن تشجعهم على استخدام الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعرهم وغضبهم بدلًا من اللجوء للعنف، كما يمكن لها أن تطلب منهم التعبير عن غضبهم بالحديث، ومناقشة الأمر بهدوء.
  • غرس مفاهيم ضبط النفس: في العادة لا يمتلك الأطفال المقدرة على ضبط تصرفاتهم ومشاعرهم، وهذه من طبيعة الطفل الفطرية، لذا يجب على الأم توعيتهم على عدم استخدام الأساليب العدوانية والضرب، ومن المعلوم أنّ الأطفال يحتاجون غالبًا من والديهم تعليمهم استراتيجيات ضبط النفس والانفعالات.
  • التشجيح المناسب: تشجع بعض العائلات أطفالهم على السلوكيات العنيفة وخاصةً الأطفال الذكور، كأن يستخدم كلمات تشجيعية تزيد من انفعلات الأطفال وتزيد من سلوكيات الأطفال العدوانية؛ لذا من المفترض أن تتخلص من هذه التصرفات التشجيعية على العنف.
  • البعد عن العنف: من الواجب على الأم أن تبتعد عن العقاب التعنيفي للطفل، كالضرب والتعنيف اللفظي المهين؛ إذ إنّ الأطفال في هذه الحالة تنشأ لديهم فكرة خاطئة بأنّ هذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة للتعامل، مما يعزز السلوك العدواني للطفل.
  • القدوة الحسنة: من الأساليب المميزة لكبح جماح السلوكيات العدوانية للأطفال أن تعالج الأم المشاكل الناشئة في البيت بأسلوب مسالم، ليشاهد أطفالها الطرق السليمة لحل المشاكل، مما يجعلهم يتعلمون الطريقة المناسبة لحل المشكلات.
  • تنمية إبداعات الطفل: يمكن للأم أن تستخدم بعض الطرق لتنمية إبداعات الطفل ونشاطه، كما يمكنها تشجيعه على القيام بالأمور التي يستمتع بأدائها كالقراءة أو المشي أو الرسم مما يساهم في التخلص من مشاعر الغضب والعدوانية، كما يمكن أن يساعد عمل نشاطات ممتعة للأطفال على زيادة تركيزهم على الأفكار السليمة، والتخلص من مشاعر الغضب.
  • الاهتمام بالأطفال: من الواجب على الأم أن تظهر الكثير من مشاعر الحب والاهتمام لأطفالها، بالإضافة لبعض التصرفات التي تعزز شعور الأطفال بالحب والمودة كالاحتضان مثلًا.
  • عدم الشعور بالذنب: من الواجب على الأم تقدير العقوبة المناسبة، بالإضافة لذلك يجب أن تكون صارمةً في عقوباتها إذا ما تصرف طفلها بسلوكيات عدوانية دون أن تشعر بالذنب والاعتذار له لأنّه سيقنع نفسه أنّه كان على صواب، وبالرغم من أنّ أسلوب العقاب ليس من الطرق اللطيفة، لكنّها قد تكون ضرورية في بعض الأحيان؛ إذ إنّ التساهل بالعقوبة مع الأطفال العدوانيين من الممكن أن يعرقل مساعي الأم لكبح جماح العدوانية عند الأطفال.


المراجع

  1. ^ أ ب "Aggressive Behavior", healthline, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  2. "Aggression, Ages 6 to 12", healthday, Retrieved 28-0-2019. Edited.
  3. "What Are the Causes of Violent Behavior in Children?", livestrong, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  4. "8 Ways to Curb Your Child's Aggressive Behavior", parents, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  5. "10 Tips to Prevent Aggressive Toddler Behavior", healthychildren, Retrieved 28-0-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :